يعيش joe في مدينة بريطانية تدعى ليفربول في منزل دافئ حنون يجد فيه الحب والامل والنجاح المستمر في حياته فأحلامه تقترب منه يوماً بعد يوم وأصبح تحقيقها أمراً ليس مستحيل ولديه ما يتمناه وما يجعله سعيداً ولديه ما يجعله يكمل طريقه بكل قوة وأصرار على النجاح
ولكن القدر يسلب منا احلامنا ويسلبنا الفرح من قلوبنا ويسرق الأبتسامة التي تزين الحياة في أعيننا ففي يوم ماطر وليلة سوداء خرج والدا joe من مزلهما الدافئ بعد أن قبلو أبنهما الوحيد وتمنوا له ليلة جميلة وأحلام سعيده وأثناء سيرهما في الطريق وأذ برجلين يتشاجران على حافة الطريق فأخرج أحدهما مسدس وأطلق النار لتستقر رصاصته في قلب الأم الحنون ذلك القلب الذي يعد نهراً للحنان وقصراً من الأمل ذلك القلب الذي لم يعرف أبداً معنى الكره ولم تزره القسوة يوماً , ذلك القلب الذي لم يعرف سوا العطاء والمحبة , ذلك القلب الذي بتوقفه يتوفق حنان العالم عن التدفق وبموته تتوقف الحياة في عيني ذلك الصغير المنتظر لحضن أمه الدافئ والذي ينتظر شروق الشمس كي ترفع الغطاء عن وجهه ولتغذي قلبه بحنان قبلة الصباح .
حمل والد ذلك الصغير زوجته راكضاً ودموعه على خده أنهاراً والخوف يملئ قلبه إلى أقرب طبيب ولكن بعد فوات الآوان ليدخل الحزن إلى ذلك البيت وينشر الظلام والسواد بين جدرانه لتختفي آفاق الأمل الكبيره وتحولها إلى أبراج من الظلام وتحول ذلك المسكن الذي لم يعرف سوا الحب إلى مكان يملئه العذاب
العذاب الذي لم يتحمل قلب الزوج العذاب الذي حطم قلبه وشرد روحه من جسده قاضياً على ما تبقى له من حياة التي كان يرتشفها من حنان زوجته
فبعد أن كانت حقيقة أصبحت حلم وبعد أن كانت حياة أصبحت سراب وطيف بعيد المنال ومعاناة لم يتحملها الزوج المحب الذي أصابه اليأس ليتوقف قلبه مفارقاً الحياة باحثاً عن زوجته هناك في المدى البعيد وفي العالم الأخر
ويترك طفله الوحيد ذو السنوات السبع يتابع طريقه وحده
طريقه الذي كانت الأزهار تزينه من كل جانب
طريقه الذي تحول إلى غابة من الأشواك مظلمة موحشه أشجارها اليأس ونورها ظلام الليل الأسود
وبعد عدة أيام أنتقل ذلك الطفل ليعيش مع عمته وزوجها المدمن على الكحول والذي يفقد عقله ما بين الكأس والكأس
والذي قد يبيع عائلته ليحصل على كأس مليئ بالخمر
وهناك تعلم الطفل معنى كلمة الحرمان وكانت عمته وزوجها أفضل مدرس وخير معلم ليصبح عبداً يقاسي أفظع معاني العذاب ويعاني من اليأس الذي لم يزر قلبه ولم يعرف معناه يوماً
ومع كل هذا العذاب لم يفقد الامل بل كانت روحه تهدي لقلبه بصيص أمل قادم من بعيد ليأخده إلى دنيا الأحلام ويخطو فيها خطوات بعيده تاركاً الآلم خلف ظهره فهذا اليوم سوف يأتي ويشرق في سماء حياته التي ذاقت من الحزن والعذاب والأسى ما يكفي
لم ينسى ذلك الطفل هذه الأفكار التي كانت تلهمه الصبر وتملئ الأمل في أحشاء قلبه المحطم
وتمضي الأيام وقلب صغيرنا يصارع الموت واليأس فمعاناته تكبر في كل يوم وفي كل دقيقة ومازال يحتفظ بأمله بذالك اليوم الذي ينتهي فيه عهد الظلام والقسوة ويخط التاريخ من جديد شهادة ميلاده لحياة مشرقه
وبعد ثلاث سنوات لم يتغير فيها حال الصغير بل زادت ألمه وعذابه , ثلاث سنوات لم يعرف فيها معنى الحنان ولم يعرف فيها معنى دفئ الأحضات فهو بات ينسى تلك المعاني لتصبح في نظره مجرد كلمات لا أكثر وبعد أن تسلل اليأس لقلبه لأول مره في ليلة قارسه البرد بعد أن أنهى عمله ولبس معطفه الذي لا يقيه من البرد شيئاً أخرج من جيبه دمية قد صنعتها أمه له عندما بلغ الرابعة من العمر لتملئ هذه الدميه الحنين في قلبه وتذكره بشوقه المدفون لتلك الأيام التي عاشها بين أحضان والديه
أعطى لدميته حضناً دافئاً وقال : لا تحزني يا أمي لن أفقد الأمل الذي زرعته في قلبي ولن أنساكي يوماً
وعندما وصل الصغير إلى المزل رأى عمته وزوجها والغضب يملئ أعينهم الشريره والحقد قد قتل أرواحهم وأهداهم صفاتاً شيطانيه وأعطاهم قلبين من صوان أو أشد قسوه
نظر أليهما ببراءة وفهو لم يكرهما يوماً وما سمح للحقد أن يغير مشاعره نحوهما
وبين لحظه وأخرى أنهالا عليه ضرباً دون أحساس أو خوف , دون رحمة أو رأفة لينظروان أليه وهو يأخذ من الدنيا نفسه الأخير ودمائه تملئ وجه المبتسم ليقوول جملته الأخير :
قد أوفيت بوعدي لك يا أمي وما فقدت أملي حتى أخر لحظه في حياتي وها أنا قادم لنلتقي من جديد , أنا قادم يا أمي إلى ذلك المكان الدافئ و الحنون , ذلك المكان الذي يدعى المنزل